مع الأسرى وكان يلقى منهم كل يوم للسباع فرائس إلى أن فنوا قال ولما ملك طيطش بيت المقدس رجع النصارى الذين كانوا عبروا إلى الأردن فبنوا كنيسة بالمقدس وسكنوا وكان الأسقف فيهم شمعان بن كلوبا ابن عم يوسف النجار وهو الثاني من أساقفة المقدس ثم هلك اسباشيانس وهو يشبشيان لتسع سنين من ملكه وملك بعده ابنه طيطش قيصر سنتين وقيل ثلاثا (قال ابن العميد) لأربعمائة من ملك الإسكندر وقال هروشيوش كان متفننا في العلوم ملتزما للخير عارفا باللسان الإغريقي واللطيني وولى بعده أخوه دومريان خمس عشرة سنة قال هروشيوش وهو ابن أخت نيرون قيصر قال وكان غشوما كافرا وأمر بقتل النصارى فعل خاله نيرون وحبس يوحنا الحوارى وأمر بقتل اليهود من نسل داود حذرا أن يملكوا وهلك في حروب الإفرنج وسماه ابن العميد دانسطيانوس وقال ملك ست عشرة سنة وقيل تسعا وكان شديدا على اليهود وقتل أبناء ملوكهم وقيل له ان النصارى يزعمون أن المسيح يأتي ويملك فأمر بقتلهم وبعث عن أولاد يهوذا بن يوسف من الحواريين وحملهم إلى رومة مقيدين وسألهم عن شأن المسيح فقالوا انما يأتي عند انقضاء العالم فخلى سبيلهم وفي الثالثة من دولته طرد بطرك إسكندرية لسبع وثمانين سنة للمسيح وقدم مكانه مملوا فأقام ثلاث عشرة سنة ومات فولى مكانه كرما هو قال ابن العميد عن المسبحي ولعهده كان أمر ليونيوس صاحب الطلسمات برومة فنفى ذوسطيالوس وهو الذي سماه هروشيوش دومريان وقال هلك في حروب الإفرنج وملك بعده برما ابن أخيه طيطش نحوا من سنتين وسماه ابن العميد ناوداس وقال إن المسبحي سماه قارون قال ويسمى أيضا برسطوس وقال ملك على الروم سنة أو سنة ونصفا وأحسن السيرة وأمر برد من كان منفيا من النصارى وخلاهم ودينهم ورجع يوحنا الإنجيلي إلى أفسس بعد ست سنين وقال هروشيوش أطلقه من السجن قال ولم يكن له ولد فعهد بالملك إلى طريانس من عظماء قواده وكان من أهل مالقة فولى بعده وتسمى قيصر قال ابن العميد واسمه انديانوس وسماه المسبحي طرينوس وملك على الروم باتفاق المؤرخين سبع عشرة سنة وقتل شمعان بن كلاويا أسقف بيت المقدس وأغناطيوس بطرك أنطاكية ولقى النصارى في أيامه شدة وتتبع أئمتهم بالقتل واستعبد عامتهم وهو ثالث القياصرة بعد بيرون في هذه الدولة ولعهده كتب يوحنا إنجيله برومة في بعض الجزائر لسادسة من ملكه وكان قد رجع اليهود إلى بيت المقدس فكثروا بها وعزموا على الانتقاض فبعث عساكره وقتل منهم خلقا كثيرا وقال هروشيوش ان الحرب طالت بينه وبين اليهود فخربوا كثيرا من المدن إلى عسقلان ثم إلى مصر والإسكندرية
(٢٠٣)