تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٥٩
* (الطبقة الثانية من الفرس وهم الكينية وذكر ملوكهم وأيامهم إلى حين انقراضهم) * هذه الطبقة الثانية من الفرس وملوكهم يعرفون بالكينية لان اسم كل واحد مضاف إلى كي وقد تقدم معناه والمضاف عند العجم متأخر عن المضاف إليه وأو لهم فيما قالوا كيقباذ من عقب منوشهر بينهما أربعة آباء وكان متزوجا بامرأة من رؤس الترك ولدت له خمسة من البنين كي وافيا وكيكاوس وكى أرش وكينية وكى فاسمن وهؤلاء هم الجبابرة وآباء الجبابرة (قال الطبري) وقيل إن الملوك الكينية وأولادهم من نسله جرت بينه وبين الترك حروب وكان مقيما بنهر بلخ يمانع الترك من طروق بلاده وملك مائة سنة انتهى وملك بعده ابنه كيكاوس بن كينية وطالت حروبه مع فراسيات ملك الترك وهلك فيها ابنه سپاوخش ويقال كان على عهد داود وان عمرا ذا الأذعار من ملوك التبابعة غزاه في بلاده فظفر به وحبسه عنده باليمن وسار وزيره رستم بن دستان بجنود فارس إلى غزو ذي الأذعار فقتله وتخلص كيكاوس إلى ملكه وقال الطبري كان كيكاوس عظيم السلطان والحماية وولد له ابنه سپاوخش فدفعه إلى رستم الشديد بن دستان وكان أصهر بسجستان حتى إذا كملت تربيته وفصاله رده إلى أبيه فرضيه وكفلت به امرأة أبيه فسخطه وبعثه لحرب فراسيات وأمره بالمناهضة فراوده فراسيات في الصلح وامتنع أبوه كيكاوس فخشى منه على نفسه ولحق بفراسيات فزوجه بنته أم كي خسرو ثم خشيه فراسيات على نفسه وأشار على ابنته بقتله فقتلته وترك ابنة فراسيات حاملا بخسرو وولدته هنا لك وأعمل كيكاوس الحيلة في اخراجه فلحق به ويقال انه لما بلغه قتل ابنه بعث عساكره مع قواده فوطئوا بلاد الترك وأثخنوا فيها وقتلوا بنى فراسيات فيمن قتلوه قال الطبري وانه غزا بلاد اليمن ولقيه ذو الأذعار في حمير وقحطان فظفر به وأسره وحبسه في بئر وأطبق عليها وان رستم سار من سجستان فحارب ذا الأذعار ثم اصطلحا على أن يسلم إليه كيكاوس فأخذه ورجع إلى بابل وكافأه كيكاوس على ذلك بالعتق من عبودية الملك ونصب لجلوسه سريرا من فضة بقوائم من ذهب وتوجه بالذهب وأقطعه سجستان وأباستان وهلك لمائة وخمسين من دولته وملك بعده فيما قال الطبري والمسعودي والبيهقي وجماعة من المؤرخين حافده كي خسرو ابن ابنه سپاوخش (وقال السهيلي) انه ملك كي خسرو بعد ثلاثة آخرين بينه وبين كيكاوس فأولهم بعده ابنه كي كينة ثم من بعده ابنه اجو ابن كي كينة ثم عمه سپاوخش بن كيكاوس ثم بعد الثلاثة كي خسرو بن سپاوخش اه‍ وهو غريب فإنهم متفقون على أن سپاوخش مات في حياة أبيه في حروب الترك قال الطبري وقد كان
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 159 160 161 162 163 164 ... » »»