فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٩٥
* وتبدو كخد أحمر والدجى لمى * بدا فيه ثغر للنجوم شنيب * * كأن لزنجي الدجى من لهيبه * ومن خفقه قلب عراه وجيب * * تراه يراعي الشهب ليلا فإن دنا * طلوع صباح حان منه غروب * * فهل كان يرعاها لعشق ففر إذ * درى أن رومي الصباح رقيب * وقلت في اختصار المعنى الأول من هذه القطعة * انظر إلى المنار * والفانوس فيه يرفع * * كحامل رمحا سنانه * خضيب يلمع * وقلت * ألست ترى حسن المنار ونوره * يرفع من جنح الدجنة أستارا * * تراه إذا جن الظلام مراقبا * له مضرما في قلب فانوسه نارا * * كصب بخود من بني الزنج سامها * وصالا وقد أبدى لترغب دينارا * وقلت * وليلة صوم قد سهرت بجنحها * على أنها من طيبها تفضل الدهرا * * حكى الليل فيها سقف ساج مسمرا * من الشهب قد أضحت مساميره تبرا * * وقام المنار المشرق اللون حاملا * لفانوسه والليل قد أظهر الزهرا * * كما قام رومي بكأس مدامة * وحيا بها زنجية وشحت درا * وحين صنعت هذه القطع صنع شهاب الدين يعقوب * رأيت المنار وجنح الظلام * من الجو يسدل أستاره * * وحلق في الجو فانوسه * فذهب بالنور أقطاره * * فقلت المحلق قد شب في * ظلام الدجى للقرى ناره * * وخلت الثريا يدا والنجوم * ورقا غدا البدر قسطاره * * وخلت المنار وفانوسه * فتى قام يصرف ديناره *
(٩٥)
مفاتيح البحث: الصيام، الصوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»