فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
قرأ الأدب وبرع فيه وقرأ على والده الأصول وبرع في علم التاريخ وأخبار الملوك وحفظ في ذلك جملة وافرة ودرس بمدرسة المالكية بمصر بعد أبيه وترسل إلى الديوان العزيز وولي وزارة الملك الأشرف ثم انصرف عنه ودخل مصر وولى وكالة بيت المال مدة وكان متوقد الخاطر طلق العبارة ومع تعلقه بالدنيا له ميل كثير إلى أهل الآخرة محبا لأهل الدين والصلاح أقبل في آخر عمره على مطالعه الأحاديث النبوية وأدمن النظر فيها روى عنه القوصي وغيره وله تواليف منها الدول المنقطعة وهو كتاب مفيد جدا في بابه وبدائع البدائة والذيل عليه وأخبار الشجعان وأخبار الملوك السلجوقية وأساس السياسة ونفائس الذخيرة ولم يكمل ولو كمل ما كان في الأدب مثله وكتاب التشبيهات وكتاب من أصيب وابتدأ بعلي رضي الله عنه وغير ذلك ومن شعره * إني لأعجب من حبي أكتمه * جهدي وجفني بفيض الدمع يعلنه * * وكون من أنا أهواه وأعشقه * يخرب القلب عمدا وهو يسكنه * * وأعجب الكل أمرا أن مبسمه * من أصغر الدر جرما وهو أثمنه * وله أيضا * كم من دم يوم النوى مطلول * بين رسوم الحي والطلول * * بانوا فلا جسم ولا ربع لهم * إلا رماه البين بالنحول * * يا راحلين والفؤاد معهم * مسابق في أول الرعيل * * ردوا فؤادي إنه ما باعكم * إياه إلا طرفي الفضولي * * ورب ظبي منكم يخاف من * سطوة عينيه أسود الغيل * * أنار منه الوجه حتى كدت أن * أقول لولا الدين بالحلول * * ينقص بالعلة كل كامل * في الحسن غير لحظه العليل * وقال في بدائع البدائة اجتمعنا ليلة من ليالي رمضان بالجامع فجلسنا بعد انقضاء الصلاة للحديث وقد وقد فانوس السحور فاقترح بعض الحضور على
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»