فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٩٤
الأديب أبي الحجاج يوسف بن علي المعروف بالنعجة أن يصنع قطعة في فانوس السحور وإنما طلب بذلك إظهار عجزه فصنع * ونجم من الفانوس يشرق ضوءه * ولكنه دون الكواكب لا يسري * * ولم أر نجما قط قبل طلوعه * إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر * فقلت له هذا التعجب لا يصح لأنا قد رأينا نجوما لا تدخل تحت الحصر ولا تحصى بالعدد إذا غارت تنهى الصائمين عن الفطر وهي نجوم الصباح فأسرف الجماعة في تقريعه وأخذوا في تمزيق عرضه وتقطيعه فصنع أيضا * هذا لواء سحور يستضاء به * وعسكر الشهب في الظلماء جرار * * والصائمون جميعا يهتدون به * كأنه علم في وسطه نار * ولما أصبحنا سمع من كان غائبا من أصحابنا ما جرى بيننا فصنع الرشيد أبو عبد الله محمد بن منانو رحمه الله تعالى * أحبب بفانوس غدا صاعدا * وضوءه دان من العين * * يقضي بصوم وبفطر معا * فقد حوى وصف الهلالين * وصنع الفقيه أبو محمد العقيلي * وكوكب من ضرام الزند مطلعه * تسري النجوم ولا يسري إذا رقبا * * يراقب الصبح خوفا أن يفاجئه * فإن بدا طالعا في أفقه غربا * * كأنه عاشق وافي على شرف * يرعى الحبيب فإن لاح الرقيب خبا * ثم إني صنعت بعد ذلك * ألست ترى شخص المنار وعوده * عليه لفانوس السحور لهيب * * كحامل منظوم الأنابيب أسمر * عليه سنان بالدماء خضيب * * ترى بين زهر الزهر منه شقيقة * لها العود غصن والمنار كثيب *
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»