فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٩١
فأعجب ذلك الأمير سيف الدين تنكز ورسم له بخطابة الجامع المذكور ثم بعد مدة رسم له بتدريس الركنية فباشرها مديدة ثم نزل عنها وقال لها شرط لا أقوم به ومعلومها في الشهر جملة تركه تورعا وكان يعرف الإسطرلاب جيدا ويحل التقاويم وكان فريد عصره وكان يشتغل في مذهبه الحنفي وفي مختصر ابن الحاجب وفي الحاجبية والمقرب ويعرفهما جيدا إلى الغاية وفي ضوء المصباح وغيره من كتب المعاني والبيان مولده ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وستمائة ووفاته في شهور سنة أربع وأربعين وسبعمائة ومن شعره في جارية اسمها قلوب * عاتبني في حبكم عاذل * يزعم نصحي وهو فيه كذوب * * وقال ما في قلبك اذكره لي * فقلت في قلبي المعنى قلوب * وقال في مليح نحوي * أضمرت في القلب هوى شادن * مشتغل في النحو لا ينصف * * وصفت ما أضمرت يوما له * فقال لي المضمر لا يوصف * ولما ظفر قازان سنة تسع وتسعين وستمائة ثم جاء في سنة اثنتين وسبعمائة فكسر وقازان اسم القدر فقال الشيخ نجم الدين * لما غدا قازان فخارا بما * قد نال بالأمس وأغراه البطر * * جاء يرجي مثلها ثانية * فانقلب الدست عليه فانكسر * وقال عند قدوم الحاج وأنشدت بدار الحديث الأشرفية * يا نياق الحجيج لا ذقت سهدا * بعدها لا ولا تجشمت وخدا * * لا فدينا سواك بالروح منا * أنت أولى من بات بالروح يفدي * * يا بنات الذميل كيف تركتنن * شعاب الغضا وسلعا ونجدا * * مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا * بوجوه رأت معالم سعدى *
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»