فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٨٩
* فلا تلبس الود الذي هو ساذج * إذا لم يكن بالمكرمات مرصعا * وقال * ناحت فواخت سحب وكرها الفلك * بكاؤها لطواويس الربا ضحك * * وأنجم النبت تجلي في ملابسها * جيد السماء التي أقمارها البرك * * والورد ما بين أنهار مدرجة * كأنه شفق من حوله حبك * * فسقنا من عصير الكرم صافية * كأنها الذهب الإبريز منسبك * * يبدي المزاج على حافاتها حببا * كأنه من حرير أبيض شبك * وقال * رشأ تنعم العيون بما في * خده من شقائق النعمان * * ما التقى حسنه بنا قط إلا * ردنا عن محجة السلوان * وقال * جعلت مهجتي الفداء لغصن * إن تثنى تثنى القلوب إليه * * كلما لاح وجهه في مكان * كثرت زحمة العيون عليه * وقال * قطع قلبي بمدية التيه * وذر من ملح صده فيه * * ولفه في رقاق جفوته * وقطع البقل من تجنيه * * وقال لي كل فقلت آكل ما * أمرض قلبي به وأوذيه * وقال * نحن المحاسن في الدنيا إذا سفرت * حتى إذا ابتسمت كنا ثناياها * * عصابة ما رأى جيد الزمان له * قلائدا هي أبهى من سجاياها * * لم يخلق الله شيئا قط أكثر من * حاجات قصادها إلا عطاياها *
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»