فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٧
* فراجع القلب من أطرابه طرب * وعاود العين طيف منهم سارى * * فبث بالدمع كالغدران طافحة * مني على ناقض للعهد غدار * * فيا له من غرير غر بي طمعا * بموعد من خيال منه غرار * * بقامة وعذار حول وجنته * قامت بها وبه في الحب أعذارى * * ألقى إليه القنا الخطار مقتحما * ولا أبالي بأهوال وأخطار * * أغن ألمى رشيق القد معتدل * رخص البنان كحيل الطرف سحار * * قد زنر الخصر منه بالنحول وقد * أغناه إفراطه عن شد زنار * * يسعى بشمسية كالشمس دائرة * على مزاهر قينات وأزهار * * تكللت بلآل من فواقعها * وزررت طوقها منه بأزرار * * صهباء من عهد كسرى حين عتقها * في دنها وبه كانت بذي قار * * قد أمطرت راحة الساقي الكئوس لنا * فأنبتتها رياضا ذات نوار * * تألفت مثل زهر الروض عن حبب * فنحن ما بين نوار وأنوار * * صلى المجوس إليها واصطلوا لهبا * منها فصلوا لذات النور والنار * * وسبح القوم لما أن رأوا عجبا * في أكؤس الراح نوارا على نار * * في فتية هم أباحوا قتلها بيد * لكاعب معصر أو رجل عصار * * على اصطخاب المثاني كان سفكهم * دماءها بين عيدان وأوتان * * فاخلع عذارك والبس من أشعتها * ولا تكونن من كأس لها عار * * ولا تطع أمر لاح في هوى رشأ * وكاس راح فما اللاحي بأحار * وقال رحمه الله تعالى * تذكر ربعا بالشام ومربعا * وملهى لأيام الشباب ومرتعا * * فعاوده داء من الشوق مؤلم * أصاب حرارات القلوب فأوجعا * * على حين شطت بالفريق ركائب * وأسرى بها الحادي الطروب فأسرعا * * وأتبعهم قلبا مطيعا على الغضا * وخليت لي جفنا على السفح أطوعا * * وساروا يؤمون الكثيب وخلفوا الكئيب * المعنى في الديار مضيعا * * يكابد حر الشوق بعد رحيلهم * وفرط التشكي والحنين الموجعا *
(٦٧٧)
مفاتيح البحث: الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 672 673 674 675 676 677 678 680 681 682 683 ... » »»