فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٦
* قد سطرت في الجو منها أسطر * وطوت سجل سخائها أسفارا * * فإذا انصرعن فلا تكن ذا غفلة * عن أن تنقط حليهن مرارا * * وبدت غرانيق لهن ذوائب * لولا البياض لخلتهن عذاراى * * حمر العيون تدير من أحداقها * فينا كئوسا قد ملين عقارا * * والصوغ في أفق السماء محلق * مثل الغمام إذا استقل وسارا * * ذو مغرز ذرب فلو يسطو به * فضح السنان وأخجل البتارا * * ومرازم بيض وحمر ريشها * كاورد بين الياسمين نثارا * * خفقت بأجنحة على محمره * كمراوح أضرمن منه جمارا * * وعجبت كيف صبت إلى صلبانها * تلك الرماة وما هم بنصارى * * وشبيطر ما إن يحل له دم * مهما علا شجرا وحل جدارا * * السر فيه إلفه لمنازل * فاصبر له حتى يفارق دارا * * وكأنما العناز لما أن بدا * لبس السواد على البياض غيارا * * وكأنه قد ضاق عنه مزررا * فوق القميص فحلل الأزرارا * * هل عب في صرف العقار بمغرز * أم كان خاض من الرماء بحارا * * خذ مالكي وصف الجليل منقحا * يا سعد واقض برمها الأوطارا * * واستغنم اللذات في زمن الصبا * لا زال كفك للندى مدرارا * وقال أيضا * لو بلغ الشوق هذا البارق الساري * أو بعض وجدي الذي أخفى وتذكاري * * ما بت أرعى الدجى شوقا إلى قمر * ولا معنى بطيف طارق طاري * * جيراننا كنتم ب الرقمتين فمذ * بعدتم صار دمعي بعدكم جاري * * فكم أواري غراما من جوى وأسى * زناده تحت أثناء الحشا واري * * وكم أداري فؤادا عز مطلبه * يوم اللوى وأداري الوجد بالدار * * أشتاق إن نفحت ب ب الغور ريح صبا * تهدى شذا شيحه المطول والغار * * قد أنحلتنني الغواني غير راحمة * ومحقتني الليالي بعد إبداري * * وأضرمت أضلعي نارا مؤججة * وحيرت أدمعي في العين يا حار * * فصرت كالسيف يغضي الجفن منه على * ماء ويطوي الحشا منه على نار * * ذكرت عيشا على لبنان جدد لي * من عهد لبني صباباتي وأوطاري *
(٦٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 671 672 673 674 675 676 677 678 680 681 682 ... » »»