فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٥
* بهر النواظر حين أنبت شطه * للناظرين شقائقا وبهارا * * والصبح في آفاقه يا سعد قد * أخفى النجوم وأطلع الغرارا * * فانهض إلى المرمى الأنيق بنا فقد * هب الصباح ونبه الطيارا * * وتتابعت جفاتها في أفقها * مثل النعام قوادما تتبارى * * من جو زوراء العراق قوادما * يا مرحبا بقدومها زوارا * * فأصخ إلى رشق القسي إذا ارتمت * مثل الحريق أطارعنه شرارا * * واطرب إلى نغمات أطيار بدت * في الجو وهى تجاوب الأوتارا * * من كل طيار كأن له دما * عند الرماة فثار يبغي الثارا * * هل جاء في طلب القسي لحتفه * أم جاء يطلب عندها الأوتارا * * خاض الظلام وعب فيه فسود الرجلين * منه وسود المنقارا * * وأتى يبشر باللقاء فضمخت * تلك المغارز عنبرا ونضارا * * والكي كالشيخ الرئيس مزمل * في بردتيه هيبة ووقارا * * يسطو على الأسماك يوما كلما * أذكى له حر المجاعة نارا * * والوز كم قد هاجنا بنغيمه * ليلا وكم قد شاقنا أسحار * * فإذا بدا ضوء الصباح ثنى له * عطفا وصفق بالجناح وطارا * * وترى اللغالغ تستبيك بأعين * خزرية صفر الجفون صغارا * * فكأن ورسا ذيب في أجفانها * فحكى النضار وحير النظارا * * وترى الأنيسات الأوانس تنقضي * بين الرياض كأنهن عذارى * * يسلبن أرباب العقول عقولهم * ويرغن منه حيلة ونفارا * * وترى الحبارج كالقطا أرياشها * أو كالرياض تفتحت أزهارا * * هجرت منازلها على برح الظما * واستبدلته دوية وقفارا * * والنسر سلطان لها لكنه * لم يلقها لدمائها مهدارا * * قد شاب منه رأسه من طول ما * كرت عليه عصوره الأدوارا * * أرخى جناحيه عليه كجوشن * لو كان يمنع دونه الأقدارا * * وإذا العقاب سطا وصال بكفه * عاينت منه كاسرا جبارا * * يعطي ويمنع غيرة وتكرما * ويبيح ممنوعا ويمنع جارا * * وترى الكراكي كالرماد وربما * قرقت فأذكت في القلوب النارا *
(٦٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 670 671 672 673 674 675 676 677 678 680 681 ... » »»