فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٣
فضله الإجماع، مدح الناصر بن العزيز والكبار، وكان له بيت في ' الصادرية ' جوار جامع بني أمية. عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتوفى رحمه الله في شعبان سنة ثمانين وستمائة.
فمن شعره:
* رفقا أذبت حشاشة المشتاق * وأسلتها دمعا من الآماق * * وأحلته من بعد تسويف على الصصبر * الذي لم يبق منه بواقي * * وطلبت مني في هواك مواثقا * والقلب عندك في أشد وثاق * * قلب بعين قد أصيب وعارض * فأعده لي فالدمع ليس براقى * * أشقيق بدر التم طال تلهفى * وأطال فيك العاذلون شقاقى * * أنفقت من صبري عليك وإنه * لرضاك لا لتملق ونفاق * * وصبا بعثت بها إليك فلم تعد * وأظنها حالت عن الميثاق * * وبمهجتى المتحملون عشية * والركب بين تلازم وعناق * * وحداتهم أخذت حجازا عندما * غنت وراء الظعن في عشاق * * وتنبهت ذات الجناح بسحرة * بالواديين فنبهت أشواقى * * ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن * يعقوب والألحان عن إسحاق * * قامت على ساق تطارحنى الهوى * من دون صحبى بالحمى ورفاقى * * أنى تبارينى جوى وصبابة * وكآبة وهوى وفيض مآقى * * وأنا الذي أملى الجوى من خاطري * وهى التي تملى من الأوراق * * ولقد صفحت عن الزمان لليلة * عدل الحبيب بها وجار الساقي) * بسلافة الأقداح ذا يسعى وذا * يعطو بسالفتيه والأحداق * وقال يتذكر أيام شبابه وملاعب أترابه ويصف طيور الواجب:.
* هل ذاك برق ب ' الغوير أنار * أم أضرموا ب ' لوى المحصب ' نارا * * فكلاهما إن لاح من هضب الحمى * لي شائق ومهيج تذكارا * * فبم التعلل والشباب منكب * عنى وقد شط الحبيب مزارا * * وقد استرد الدهر أثواب الصبا * وكذلك يرجع ما يكون معارا * * فارفق بدمعك في الفراق فما الذي * يبقى ليسقى أربعا وديارا * * ودع النسيم يراوح القلب الذي * أورى زناد الشوق فيه أوارا *
(٦٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 668 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 ... » »»