فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٠
وعمل عزاؤه في سادس وعشرين ربيع الآخر سنة تسع وخمسين بقلعة الجبل من الديار المصرية رحمه الله تعالى ورثاه غير واحد من شعراء دولته وغيرهم فممن رثاه أمين الدين السليماني قال حين توجه الملك الناصر مع التتار وانقطعت أخباره والتبس أمره:
* بكى الملأ الأعلى على الملك الأعلى * وأصبحت الدنيا لفقدانه ثكلى * * تولى صلاح الدين يوسف وانقضت * محاسنه الحسنى وسيرته المثلى * * وفارق ملك ' الشام ' والشرق عنوة * فريدا كما جردت من غمده نصلا * * وأضحى أسيرا في التتار مروعا * فبكوا عزيزا لم يكن يعرف الذلا * * وإني لأرجو أن يكون كصارم * يجرده قين ليحكمه صقلا * * تناقضت الأخبار عنه لبعده * فيا لحديث ما أمر وما أحلى * * فيا ليت عيني عاينت كنه حاله * لقد شفنى حزنى عليه وقد أبلى * * أبكيه في الأسرى وأرجو خلاصه * رجاء بعيد أم أرثيه في القتلى * * أبن مخبرا يا يوسف بن محمد * أحي ترجى أنت أم ميت تسلى * * ووالله ما يسلوك قلب ابن حرة * جعلت له من طولك الفرض والنفلا * وقال فيه حين بلغه أن التتار قتلوه:
* رمت الخطوب فأقصدتك نبالها * والأرض بعدك زلزلت زلزاها * * أأبا المظفر يوسف بن محمد * لا قلت بعدك للحوادث يا لها * * خذلتك أسرتك الذين ذخرتهم * للنائبات وقد وقفت حيالها * * تركوك منفردا ب ' قطية ' ذاهلا * تسفى عليك العاصفات رمالها * * تبكيك ولولة الحريم حواسرا * من كل معولة تضم عيالها * * ومصونة في خدرها ما شاهدت * قبل الرزية ما يورع بالها * * كيف الخلاص من المنية لامرئ * من بعد ما نصبت عليه حبالها * * أأبا المظفر يوسف بن محمد * جرعت نفسي صابها وخبالها * * إن الملوك إذا تخاذل بعضها * عن بعضها ' ففعالها ' ' أفعى لها ' * * ذكرى مصيبات الملوك تعللا * إذ كان حالك في المصيبة حالها * * إني لأجتنب المراثى طامعا * ببقاء نفسك بالغا آمالها *
(٦٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 665 666 667 668 669 670 671 672 673 674 675 ... » »»