فقال له القاضي خذ أوراقك ولا تعمل لنا حسابا ولا نعمل لك وكان له خلق حاد وفيه تسرع وهو أخو تاج الدين المقدم ذكره رحمهما الله ((545 - فخر القضاة بن بصاقة)) نصر الله بن هبة الله بن محمد بن عبد الباقي فخر القضاة أبو الفتح بن بصاقة الغفاري المصري الحنفي الناصري الكاتب شاعر كاتب ماهر كان خصيصا بالمعظم عيسى ثم بابنه الناصر داود وتوجه معه إلى بغداد ولد بقوص سنة تسع وسبعين وخمسمائة وتوفي بدمشق سنة خمسين وستمائة ومن شعره لغزا في المحفة المحمولة على البغال رحمه الله تعالى * وحاملة محمولة غير أنها * إذا حملت ألقت سريعا جنينها * * وأكثر ما تحويه يوما وليلة * وتضجر منه أن يدوم قرينها * * منعمة لم ترض خدمة نفسها * فلغلمانها من حولها يخدمونها * * لها جسد ما بين روحين يغتدى * فلولاهما كان الترهيب دينها * * وقد شبهت بالعرش في أن تحتها * ثمانية من فوقهم يحمدونها * وقال أيضا لغزا في البيضة * ومولودة لا روح فيها وإنها * لتقبل نفخ الروح بعد ولادها * * وتسمو على الأقران في حومة الوغى * ولكن سموا لم يكن بمرادها * * إذا جمعت فالنقص يعرو حروفها * ولكنها نزداد عند انفرادها * وقال أيضا في السيف * وأبيض وضاح الجبين صحبته * فأحسن حتى ما أقوم بشكره * * إذا خذلتني أسرتي وتقاعدت * أخلاي عن نصري حباني بنصره * * يواصلني في شدتي منه قاطع * يخفف عني في رخائي بهجره * * شددت يدي منه على قائم بما * أكلفه يلقى الأعادي بصدره *
(٥٤٤)