ولدت امرأة منصور أخبر الرشيد الواقعة فغضب وطلب العتابي فاستتر عند الفضل بن الربيع حتى شفع له فأمره بإحضاره فأحضروه فقال له ويلك تقول كذا وكذا للنمري فاعتذر له حتى قبل ذلك فقال العتابي ما حمله على الكذب على إلا وقوفي على ميله إلى العلوية وأنشده قصيدته اللامية التي أولها * شاء من الناس راتع هامل * فغضب وقال للفضل أحضره الساعة فستره الفضل عنده ولم يزل الرشيد يتطلبه إلى أن قال يوما للفضل ويحك يفوتني النمري قال يا أمير المؤمنين قد حصلته وهو عندي قال فجئني به وكان الفضل قد أمره أن يلبس فروة مقلوبة ويباشر الشمس ليشحب ويسوء حاله ففعل فلما أراد إدخاله عليه علمه ما يقول فلما وقعت عين الرشيد عليه قال السيف فقال الفضل يا أمير المؤمنين ومن هو هذا الكلب حتى نأمر بقتله بحضرتك قال أليس هو الذي يقول * إلا مساعير يغضبون لنا * بسلة البيض والقنا الذابل * فقال منصور لا يا سيدي ما أنا الذي قلت هذا ولقد كذب على ولكني الذي أقول * يا منزل الحي ذا المغاني * أنعم صباحا على بلاكا * منها * هارون يا خير من يرجى * لم يطع الله من عصاكا * * في خير دين وخير دنيا * من اتقى الله واتقاكا * فأمر بإطلاقه وتخلية سبيله فقال منصور يمدح الفضل * رأيت الملك مذ آزرت * قد قامت محانيه * * هو الأوحد في الفضل * فما يعرف ثانيه *
(٥٣١)