وكان أشقر أزرق فقدم عليه شخص أول ولايته فرآه على هذه الصورة فلوى وجهه وقال ما خلق الله هذه الصورة لأن يضع فيها خيرا أبدا فبلغه كلامه فأحضره وقال أنت القائل كذا والله لأكذبنك ثم أمر له بجملة وافرة وصرفه فانصرف الرجل وهو يقول صورة شر ما نفع الله عندها إلا بالشر ولما وصل إلى بوصير قطع لسان قائد من قواده اتهمه بمكاتبة بني العباس فاختطفته هرة فأكلته وفي عشية ذلك اليوم وصل عسكر عبد الله بن علي ودخلوا الدار التي فيها مروان فسلوا لسانه من قفاه ورموا به على الأرض فجاءت تلك الهرة بعينها فأكلت لسانه ومن شهر مروان قوله من قصيدة * أبلغ نزارا وعرب الشام قاطبة * وبالجزيرة واخصص قيس عيلانا * * من ذا الذي يرتجي بعدي مودتكم * وأن تكونوا له في الناس أعوانا * وكان يلقب بالحمار لثباته في الحرب ((520 أبو الشمقمق)) مروان بن محمد وهو أبو الشمقمق الشاعر له في الجد والهزل وأشياء توفي في حدود الثمانين ومائة وكان يهجو الشعراء الكبار مثل بشار بن برد وغيره من أهل عصره وكانوا يصانعونه بالمال وله عليهم رسم في كل سنة ومن شعره * شرابك في السحاب إذا عطشنا * وخبزك عند منقطع التراب * * وما روحتنا لتذب عنا * ولكن خفت مرزئة الذباب * وقال * إذا حججت بمال أصله دنس * فما حججت ولكن حجت العير * * لا يقبل الله إلا كل طيبة * ما كل حج ببيت الله مبرور * وشخص أبو الشمقمق مع خالد بن يزيد بن مزيد وقد تقلد الموصل فلما مر ببعض الدروب اندق اللواء فاغتم خالد لذلك وتطير منه فقال أبو الشمقمق
(٥٠٥)