فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٩
* كانوا حياتي وابتليت بفقدهم * فعليهم وعلى الحياة سلام * * أشتاقها شوق الغريب مزاره * سفها وإلا أين مني الشام * * وتروقني خدع المنى منها وقد * بعد المدى وتمادت الأيام * * وتلذ لي سنة الكرى لا رغبة * في النوم بل لتعبدها الأحلام * * وتمثل الأوهام لي أني بها * ثاو ولذات الهوى أوهام * * فكان ربع تشوقي وخيالها * دمن ألم بها فقال سلام * * لبث الغرام بها لأن نسيمها * وان وثغر رياضها بسام * * بل للديار إذ الشباب مطاوع * فيها وأيام الزمان وسام * * إذ لا نخاف بها الوشاة وحولنا * فيها العيون وعندنا النمام * * الورد خد والبنفسج عارض * والنور ثغر والقضيب قوام * * والراح ريق أو حديث رائق * والنقل لثم والقيان حمام * * ولقد نقلت إلى الأجل وإنما * عصر الصبا أيامه الأيام * * لو عاد لي عصر الشباب رأيتها * بعيون صب ماؤهن غرام * وقال أيضا * يا ليلة بات ثغر الكأس معتنقي * فيها فداك سواد القلب والحدق * * إن كنت أنشرت صبا ميتا فلقد * أمات فقدك ما أبقيت من رمقي * * سمحت لي برشا أدري الوشاة به * جبينه والشذا من نشره العبق * * في روضة كلما ماست معاطفه * فيها تسترت الأغصان بالورق * * وبات يطفئ بالعذب المبرد من * لماه ما أضرمت خداه من حرقي * * وبت حاوي بدر التم إذ بيدي * طوقت أسود ذاك الشعر في عنقي * * وجاء يسعى بها حمراء قابلها * بوجهه فبدت شمسين في أفق * * بكر حبتها ثناياه الحباب كما * خداه ألقت عليها حمرة الشفق * * وقال دونكما إن شئت من قدحي * أو من لمى شفتي اللعساء أو حدقي * * كل مدام وإن شككت ها شفتي * وهذه الكأس فاختر ما تشا وذق * * فيا لها ليلة قضيتها عجبا * الشمس مغتبقي والبدر معتنقي * وكتب إليه علاء الدين بن غانم من حصن صهيون * إليك شهاب الدين نشكو متاعبا * فأنت الذي ما زلت ترثى لمن شكا *
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»