فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٦
* رشأ راش لي سهام المنايا * من جفون تمصى بهن القلوبا * * قال لي ما ترى الرقيب مطلا * قلت ذرة أتى المكان الرحيبا * * واسقينها بخمر عينيك صرفا * واجعل الكأس منك ثغرا شنينا * * عاطني اكؤس الرضاب دراكا * وأدرها على كوبا فكوبا * * ثم لما أن نام من بعد نعس * وتلقى الكرى سميعا مجيبا * * قال لا بد ان تدب إليه * قلت أبغى رشا وآخذ ذيبا * * قال فابدأ بنا وثن عليه * قلت عمري لقد وضعت قريبا * * فوثبنا على الغزال وثوبا * ودببنا إلى الرقيب دبيبا * * فهل أبصرت أو سمعت بصب * ناك محبوبه وناك الرقيبا * ((472 - الشيخ جمال الدين بن مالك)) محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الإمام العلامة الأوحد جمال الدين الطائي الجياني الشافعي النحوي نزيل دمشق ولج سنة ستمائة وسمع بدمشق وتصدر بحلب لإقراء العربية وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية وأربى على المتقدمين وكان إماما في القراءات وعللها صنف فيها قصيدة دالية مرموزة في قدر الشاطبية وأما اللغة فكان إليه المنتهى فيها وكان إماما في العادلية فكان إذا صلى فيها يشيعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان إلى بيته تعظيما له وأما النحو والتصريف فكان فيهما بحرا لا يشق لجه وأما اطلاعه على أشعار العرب التي يستشهد بها على النحو فكان أمرا عجيبا وكان الأئمة الأعلام يتحيرون في أمره وأما الاطلاع على الحديث فكان فيه غاية وكان أكثر ما يستشهد بالقرآن فإن لم يكن فيه شاهد عدل إلى الحديث فإن لم يكن فيه شيء عدل إلى
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»