فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٧
أشعار العرب هذا مع ما هو عليه من الدين والعبادة وكثرة النوافل وحسن السمت وكمال العقل وانفرد عن المغاربة بشيئين الكرم ومذهب الشافعي وأقام بدمشق مدة يصنف ويشغل بالجامع وبالتربة العادلية وتخرج به جماعة وكان نظم الشعر عليه سهلا وصنف كتاب تسهيل الفوائد مدحه سعد الدين بن عربي بأبيات مليحة إلى الغاية وهي هذه * إن الإمام جمال الدين جمله * رب العلا ولنشر العلم أهله * * أملى كتابا له يسمى الفوائد لم * يزل مفيدا لذي لب تأمله * * فكل مسألة في النحو يجمعها * وإن الفوائد جمع لا نظير له * ومن تصانيفه سبك المنظوم وفك المختوم وكتاب الكافية الشافية ثلاث آلاف بيت وشرحها والخلاصة وهي مختصر الشافية وإكمال الإعلام بمثلث الكلام وفعل وأفعل والمقدمة الأسدية وصنفها باسم ولده الأسد وعدة اللافظ وعمدة الحافظ والنظم الأوجز فيما يهمز والاعتضاد في الظاء والضاد وإعراب مشكل البخاري وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين وستمائة قال شرف الدين الحصني يرثيه بأبيات رحمه الله تعالى * يا شتات الأسماء والأفعال * بعد موت ابن مالك المفضال * * وانحراف الحروف من بعد ضبط * منه في الانفصال والاتصال * * مصدرا كان للعلوم بإذن الله * من غير شبهة ومحال * * عدم النعت والتعطف والتوكيد * مستبدلا من الأبدال * * ألم إعتراه أسكن منه * حركات كانت بغير اعتلال * * يا لها سكنة لهمز قضاء * أورثت طول مدة الانفصال * * رفعوه في نعشه فانتصبا * نصب تمييز كيف سير الجبال * * صرفوه يا عظم ما فعلوه * وهو عدل معرف بالجمال * * أدغموه في الترب من غير مثل * سالما من تغير الإنتقال * * وقفوا عند قبره ساعة الدفن * وقوفا ضرورة الامتثال * * ومددنا الأكف نطلب قصرا * مسكنا للنزيل من ذي الجلال *
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»