فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٩
* ويغرس في لباتهم سوسن القنا * فينبت ورد الطعن من ساحة الصدر * * ولو لم تكن يمناه غيثا لما بدا * بها لامعا برق المهندة البتر * * ولا أورقت بالنضر في موقف الوغى * وقد جال أغصان المثقفة السمر * * ويا عجبا من كفه كيف أضرمت * شرار حروب وهي أندى من البحر * * ورقصت في ليل المداد عقيلة * تناغي بألفاظ أرق من الخمر * * وقد قلدت من بحر علياك جيدها * بنظم لآل هذبته يد الفكر * * تغالى ملوك الأرض في مهر مثلها * وها هي قد جاءت إليك بلا مهر * ((466 - شهاب الدين الباجربقي)) محمد بن عبد الرحيم بن عمر الباجربقي الجزري الشيخ الزاهد ابن المفتي الكبير جمال الدين تحول جمال الدين بولديه بعد الثمانين وستمائة إلى دمشق فسمعهما من ابن البخاري وجلس للإفادة والإفتاء ودرس ومات وقد شاخ بعد السبعمائة فتزهد ولده محمد المذكور وحصل له حال وكشف فانقطع فصحبه جماعة من الرذالة وهون لهم أمر الشرائع وأراهم بوارق شيطانية وكان له قوة تأثير فقصده جماعة من الفضلاء وقلدوا الشيخ صدر الدين بن الوكيل في تعظيمه وكان ممن قصده الشيخ مجد الدين التونسي النحوي فسلكه على عادته فجاء إليه في اليوم الذي قال له تعود إلي فيه فقال له ما رأيت قال وصلت في سلوكي إلى السماء الرابعة فقال هذا مقام موسى بن عمران بلغته في أربعة أيام فرجع الشيخ مجد الدين إلى نفسه وتوجه إلى القاضي وحكى له ما جرى وتاب إلى الله تعالى وجدد إسلامه فطلب الباجربقي وحكم بإراقة دمه فاختفى وتوجه إلى مصر وانقطع بالجامع الأزهر وتردد إليه جماعة وكان الشيخ صدر الدين يتردد إليه وهو بدمشق ويجلس بين يديه ويحصل له بهت في وجهه ويضع يده تحت ذقنه ويخلل ذقنه بأصابعه وينشد
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»