فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
((439 - الراضي بالله)) محمد بن جعفر بن أحمد الراضي بالله أمير المؤمنين ابن المقتدر بن المعتضد كان سمحا واسع النفس أديبا شاعرا كريم الأخلاق محبا للعلماء مجالسا لهم ختم الخلفاء في أمور عدة منها أنه آخر خليفة له شعر مدون وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش والأموال وآخر خليفة جالس الندماء وآخر خليفة كانت عطاياه ونفقاته وجوائزه تجري على ترتيب الخلفاء الأول ووقع حريق بالكرخ فأطلق خمسين ألف دينار لعمارة ما احترق قال الصولي دخلت عليه وهو جالس على آجرة قبالة الصانع وكنت أنا وجماعة من الجلساء فأمر بالجلوس فأخذ كل واحد منا آجرة وجلس عليها واتفق أني قد أخذت أنا آجرتين ملتصقتين فجلست عليهما فلما قمنا أمر أن توزن كل آجرة ويدفع إلى صاحبها بوزنها دنانير قال الصولي فتضاعفت جائزتي عليهم وقد حكي عنه أنواع من الكرم ومن شعره وقد تكلم الناس في إنقافه الأموال * لا نقد في كرمي على الإسراف * ربح المحامد متجر الأشراف * * أجري كآبائي الخلائف سابقا * وأشيد ما قد أسست أسلافي * * إني من القوم الذين أكفهم * معتادة الإتلاف والإخلاف * وقال أيضا * يصفر وجهي إذا تأمله * طرفي ويحمر وجهه خجلا * * حتى كأن الذي بوجنته * من دم جسمي إليه قد نقلا * وقال أيضا * قد أفصحت بالوتر الأعجم * وأفهمت من كان لم يفهم *
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»