فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٩
انظر إلى ما في هذه القصيدة من جودة التشبيه وصحته ولطف الاستعارات ورشاقة ألفاظها ومن شعره * وجلا الثريا في ملا * ءة نوره البدر التمام * * فكأنها كأس فيش * ربها الدجى والبدر جام * * وكأن زرق نجومها * حدق مفتحة نيام * وقال أيضا * سقيا ليوم غدا قوس الغمام به * والشمس مشرقة والبرق خلاس * * كأنه قوس رام والبروق له * رشق السهام وعين الشمس برجاس * وقال أيضا * والبدر أول ما بدا متلثما * يبدي الضياء لنا بخد مسفر * * وكأنما هو خوذة من فضة * قد ركبت في هامة من عنبر * وله أيضا * لست أنسى قلبي وقد راح نهبا * بين بين مبرح وصدود * * وسماء العيون إذ ذاك تسقى * بسحاب الدموع روض الخدود * وقال وهو لطيف عذب * بالله ربكما عوجا على سكني * وعاتباه لعل العتب يعطفه * * وعرضا بي وقولا في حديثكما * ما بال عبدك بالهجران تتلفه * * فإن تبسم قولا في ملاطفة * ما ضر لو بوصال منك تسعفه * * وإن بدا لكما في وجهه غضب * فغالطاه وقولا ليس نعرفه * وقال آخر في المعنى * ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي * سليمى وعرض بي كأنك مازح * * فإن أعرضت عني فموه مغالطا * بغيري وقل ناحت بذاك النوائح * وأخذه القائل فنظمه دوبيت * باللطف إذا لقيت من أهواه * عاتبه وقل له الذي ألقاه * * إن أغضبه الوصال غالطه به * أو رق فقل عبدك لا تنساه * وقال الآخر مواليا * بحرمة العهد إن جزت النقا يا سعد * أبصرت ذاك المحيا والأثيث الجعد *
(٢٤٩)
مفاتيح البحث: الغضب (1)، البول (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»