فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٢
وهذا عكس قول المنازي * وصاحب خلته خليلا * وما جرى غدره ببالي * * لم يحص إلا القبيح مني * كأنه كاتب الشمال * وكان محيي الدين من أبناء القضاة حفظ القرآن العظيم وتفقه على مذهب مالك رحمه الله ((414 - نصير الدين الطوسي)) محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي الفيلسوف صاحب علم الرياضي كان رأسا في علم الأوائل لا سيما في الأرصاد والمجسطي فإنه فاق الكبار قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي وغيره وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو وكان يطيعه فيما يشير به عليه والأموال في تصريفه وابتنى بمراغة قبة ورصدا عظيما واتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد وقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة وجعل له الأوقاف وكان حسن الصورة سمحا كريما جوادا حليما حسن العشرة غزير الفضل حكى أنه لما أراد العمل للرصد رأى هولاكو ما يغرم عليه فقال له هذا العلم المتعلق بالنجوم ما فائدته أيدفع ما قدر أن يكون فقال أنا أضرب لك مثلا يأمر القان من يطلع إلى هذا المكان ويرمي من أعلاه طشت نحاس كبيرا من غير أن يعلم به أحد ففعل ذلك فلما وقع كانت له وقعة عظيمة هائلة روعت كل من هناك وكاد بعضهم يصعق وأما هو وهولاكو فإنهما ما حصل لهما شيء لعلهما بأن ذلك يقع فقال له هذا العلم النجومي له هذه الفائدة
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»