فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
* لا كنت من صدوده * مستمعا لعاذل * * نار الجوى لا تخمدي واستعري * وكذبي سلواني * * وانسكبي واطردي وانهمري * كالسحب أجفاني * * مولاي جفني ساهر * مؤرق كما ترى * * فلا خيال زائر * يطرقني ولا كرى * * إني عليك صابر * فما جزا من صبرا * * إن سح دمعي الهامر * فلا تلمه إن جرى * * جال الهوى في خلدي ومضمري * أضر بي كتماني * * مؤنبي اتئد لا تفتري * وجنب عن عاني * وقال أيضا * ترى دهر مضى بكم يئوب منيبا * ويضحي روض آمالي الجديب خصيبا * * عسى صب تملكه هواه * يعاود جفن مقلته كراه * * ويبلغ من وصالكم مناه * ويرجع دهرنا عما جناه * * ويجمع شملنا حسن وطيب قريبا * ويصبح حيث أدعوه الحبيب مجيبا * * أرى أمد الصدود بكم تمادى * وكم لمت الفؤاد فما أفادا * * وتأبى عبرتي إلا اطرادا * ونار صبابتي إلا اتقادا * * فخذي رده الدمع السكوب خضيبا * وقلبي كاد أشواقا يذوب لهيبا * * وبي رشأ بناظره يصول * حسام من ضرائبه العقول * * على وجناته لدمى دليل * ولكن ما إلى قود سبيل * * حبته من ضمائرها القلوب نصيبا * فكان لها وإن كره الرقيب حبيبا * * غزال وهو في المعنى هلال * قريب وصله ما لا ينال * * وغصن راح يعطفه الدلال * كذا الأغصان تثنيها الشمال * * إذا مالت بعطفيه الجنوب هبوبا * تثنى في غلائله القضيب رطيبا * * كلفت بحبه حلو المعاني * أعاني في هواه ما أعاني * * أراه وإن تباعد عن عياني * كبدر التم قاص وهو داني * * يرينا حين تطلعه عجيبا * جمالا لا يكلفه الغروب مغيبا *
(١٩٠)
مفاتيح البحث: كتاب أمالى الصدوق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»