فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٨
* ودارت على أنف عظيم كأنه * كبير أناس في بجاد مزمل * وقال * يا حبذا وادي حماة وطيبه * وطلاوة العاصي بها والجوسق * * فاقت منارة جلق فلحسنها الش * شقراء تكبو خلفها والأبلق * وقال في إبريق فخار * يا حبذا شكل إبريق تميل له * منا القلوب وتصبو نحوه الحدق * * يروق لي حين أجلوه ويعجبني * منه طلاوة ذاك الجسم والعنق * * كم قد شربت به ماء الحياة ولن * ينالني منه لا غص ولا شرق * * حتى غدا خجلا مما أقبله * فظل يرشح من أعطافه العرق * وقال في قنديل * يا حسن بهجة قنديل خلوت به * والليل قد أسلبت منا ستائره * * أضاء كالكوكب الدري متقدا * فراق باطنه نورا وظاهره * * تزيده ظلمة الليل البهيم سنا * كأنما الليل طرف وهو باصره * وقال في مليح معالج * بروحي أفدي في الأنام معالجا * معاطفه أزهى من الغصن الغض * * يكلف عطفيه العلاج فيبسط ال * قلوب إلى حبيه في ساعة القبض * * إذا ما امتطى لطفا مقيرة له * وأقعدها واحمر سالفه الفضي * * رأيت محياه وما في يمينه * كشمس تجلت دونها كرة الأرض * وقال أيضا رحمه الله تعالى * ما بث شكواه لولا مسه الألم * ولا تأوه لولا شفه السقم * * ولا توهم أن الدمع مهجته * أذابها الشوق حتى سال وهو دم * * صب له مدمع صب يكفكفه * فتستهل غواديه وتنسجم * * فطرفه بمياه الدمع في غرق * وقلبه بلهيب الشوق يضطرم * * أراد إخفاء ما يلقاه من كمد * حتى لقد عاد بالسلوان يتهم * * يبدي التجلد والأجفان تفضحه * كالبرق تبكي الغوادي وهو يبتسم *
(١٨٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»