فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٧٥
* كأن السها إنسان عين غريقة * من الدمع يبدو كلما ذرفت ذرفا * * كأن سهيلا فارس عاين الوغى * ففر ولم يشهد طرادا ولا زحفا * * كأن سنا المريخ شعلة قابس * تخطفها عجلان يقذفها قذفا * * كأن أفول النسر طرف تعلقت * به سنة ما هب منها ولا أغفا * 233 العطار عبد الله بن محمد الأزدي المغربي المعروف بالعطار في الأنموذج شاعر حاذق نقي اللفظ جدا لطيف الإشارات مليح العبارات صحيح الاستعارات على شعره ديباجة ورونق يمازج النفس ويملك الحس وفيه مع ذلك قوة ظاهرة قال ولم أرى عطار عطارديا عينه شيئا إلا صنعته يده وكان الأمير حسين بن ثقة الدولة قد أراده للكتابة فأبى وكانت له عند عبد الله بن حسن بمدينة طرابلس الغرب حال شريفة وجارية ووظيفة إلى أن نازعته نفسه إلى الوطن وكانت وفاته بعد الخمسمائة ومن شعره * أعرضن لما أن عرضن فإن يكن * حذرا فأين تلفت الغزلان * * عطرن جيب الريح ثم بعثنها * طرب الشمس ورائد الغيران * * وكأنما أسكرنها فترنمت * بحليهن ترنم النسوان * * يا بنت ملتحف العجاج كأنه * قبس يضيء سناه تحت دخان * * إذ ينشر الطعن الكماة كأنما يتراجم الفرسان بالفرسان * وله أيضا وهو غريب * شكوت إليه جفوته * ومن هاف الصدود شكا * * فأجرى في العقيق الدرر * واستبقاه فمتسك *
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»