فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٧٢
فكتب إليه كتابا فلما فرغ منه وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون من إن فلما قرأه الخفاجي خرج من عزاز قاصدا حلب فلما كان في الطريق أعاد النظر في الكتاب فلما رأى التشديد على النون أمسك رأس فرسه وفكر في نفسه وأن ابن النحاس لم يكتب هذا عبثا فلاح له أنه أراد * (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) * القصص 20 فعاد إلى عزاز وكتب الجواب أنا الخادم المعترف بالإنعام وكسر الألف من أنا وشدد النون وفتحها فلما وقف أبو نصر على ذلك سر به وعلم أنه قصد به * (إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها) * المائدة 24 وكتب الجواب يستصوب رأيه فكتب إليه الخفاجي * خف من أمنت ولا تركن إلى أحد * فما نصحتك إلا بعد تجريب * * إن كانت الترك فيهم غير وافية * فما تزيد على غدر الأعاريب * * تمسكوا بوصايا اللؤم بينهم * وكاد أن يدرسوها في المحاريب * واستدعى محمود بأبي نصر بن النحاس وقال له أنت أشرت على بتولية الخفاجي وما أعرفه إلا منك ومتى لم تفرغ بالي منه قتلتك وألحقت بك جميع ما بينك وبينه صلة وحرمة قال مرني بأمر أمتثله قال تمضي إليه وصحبتك ثلاثين فارسا فإذا قاربته عرفه بحضورك فإنه يلتقيك فإذا حضر وسألك النزول عنده والأكل معه فامتنع وقل له إني حلفتك ألا تأكل زاده ولا تحضر مجلسه حتى يطيعك في الحضور عندي وطاوله في الحديث حتى يقارب الظهر ثم أدع أنك جعت وأخرج هذا الخشكنانجتين فكل أنت هذه وأطعمه هذه فإذا استوفى أكله فجعل الحضور إلى فإن منيته فيها ففعل ما أمر به ولما أكلها الخفاجي رجع أبو نصر إلى حلب ورجع الخفاجي إلى عزاز ولما استقر بها وجد مغصا شديدا ورعدة مزعجة وقال قتلني والله أخي أبو نصر ثم أمر بالركوب خلفه ورده ففاتهم ووصل إلى حلب وأصبح من الغد عند محمود فجاءوه من عزاز من أخبره من الخفاجي في السياق ومات وحمل إلى حلب وللخفاجي من المصنفات كتاب سر الفصحاة كتاب الصرفة كتاب
(٥٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 ... » »»