فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٣٣
* وصارم لاثت به يميني * وقال سهل بن سعد سمعت ابن الزبير يقول ما أرني اليوم إلا مقتولا رأيت الليلة كأن السماء فرجت لي فدخلتها فقد والله مللت الحياة وما فيها وقال عمرو بن دينار كان ابن الزبير يصلي في الحجر والمنجنيق يصيب طرف ثوبه فما يلتفت إليه وكان يسمى حمامة المسجد وقال ابن إسحاق ما رأيت أحد أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير وجاء الحجاج إلى مكة فنصب المنجنيق عليها وكان ابن الزبير قد نصب فسطاطا عند البيت فاحترق فطارت شرارة إلى البيت فاحترق واحترق قرنا الكبش الذي فدى به إسماعيل يومئذ ورمى الحجاج المنجنيق على ابن الزبير وعلى ومن معه في المسجد وجعل ابن الزبير بيضة على الحجر الأسود ترد عنه يعني خوذة ودام الحصار ستة أشهر وسبع عشرة ليلة وخذل ابن الزبير أصحابه وخرجوا إلى الحجاج ثم إن الحجاج أخذه وصلبه منكسا وكان آدم نحيفا ليس بالطويل بين عينيه أثر السجود قيل إنه بقي مصلوبا سنة ثم جاء إذن عبد الملك أن يسلم إلى أسماء ولدها فأنزلوه فحنطته وكفنته وصلت عليه وحملته فدفنته بالمدينة في دار صفية بنت حيي ثم زيدت دار صفية في المسجد فهو مدفون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وكان كثير الصلاة كثير الصيام شديد البأس كريم الجدات والأمهات والخالات وقال علي بن زيد الجدعاني لا أنه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة لأن كان بخيلا ضيق العطن سئ الخلق حسودا كثير الخلاف أخرج محمد الحنفية ونفي عبد الله بن العباس إلى الطائف وقال لما كان قبل قتاه بعشرة أيام دخل إلى أمه وهي شاكية فقال كيف أنت يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية فقال لها إن في الموت لراحة قالت لعلك تمنيته لي ما اشتهى أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك إما
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»