في ذلك سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم وأخذ فن النبات عن جماعة وكان ذكيا فطنا قال الموفق بن أبي أصيبعة شاهدت معه كثيرا من النبات في أماكنه بظاهر دمشق وقرأت عليه تفسيره لأسماء أدوية كتاب ديسقوريدوس فكنت أجد من غزارة علمه ودرايته شيئا كثيرا وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدوس وجالينوس وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة وكان في خدمة الملك الكامل وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش وجعله مقدما في أيامه حظيا عنده وتوفي بدمشق في شعبان سنة ست وأربعين وستمائة وكان بمصر رئيسا على سائر العشابين وأصحاب البسطات ثم إنه خدم بعد الكامل الصالح وحظي عنده وله كتاب المغني في الطب وهو مجيد مرتب على مداواة الأعضاء وكتاب الأفعال الغربية والخواص العجيبة والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام وكتاب الأدوية المفردة رحمه الله تعالى 216 تقي الدين بن تمام الحنبلي عبد الله بن أحمد بن تمام الشيخ الإمام الأديب تقي الدين الصالحي الحنبلي أخو الشيخ القدوة محمد بن تمام الآتي ذكره إن شاء الله تعالى كان فاضلا زاهدا ورعا معرضا عما أغرى به الناس من الرياسة وكان حسن البزة مع الزهد والقناعة خيرا نزها محبوبا إلى الفضلاء مليح المحاسن حسن العشرة سمع من ابن قميرة والمرسي والبلداني وله أشعار رائقة وترسل وكان بينه وبين الشهاب محمود أنس عظيم واتحاد كثير كتب إليه الشهاب محمود رحمه الله تعالى من الديار المصرية وأرسلها إليه إلى جبل الصالحية * هل عند من عندهم برئي وإسقامي * علم بأن نواهم أصل آلامي *
(٥٢٢)