فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٥٤
سنة ستين وتوفي عاشر صفر سنة تسع وتسعين بمرج دابق عرضت عليه سعلة وهو بخطب فنزل وهو محموم فما جاءت الجمعة الأخرى حتى مات وولى عمر بن عبد العزيز وكان جميل الوجه وعزل عمال الحجاج وأخرج من في سجون العراق وهم بالإقامة في القدس وحج سنة سبع وتسعين وقال لعمر بن عبد العزيز لما رأى الناس في الموسم أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصى عددهم إلا الله تعالى ولا يسع رزقهم غيره فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيتك وغدا خصماءك فبكى بكاء شديدا ثم قال بالله أستعين وكان من الأكلة قال ابنه أكل أبي أربعين دجاجة تشوى على النار وأكل أربعا وثمانين كلوة بشحمها وثمانين جرذقة وأكل سبعين رمانة وخروفا وأتى بمكوك زبيب طائفة فأكله أجمع وقيل إنه جلس في بيت أخضر وتحته وطاء أخضر عليه ثياب خضر ثم نظر في المرآة فأعجبته نفسه وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم نبيا وكان أبو بكر صديقا وكان عمر فاروقا وكان عثمان حييا وكان معاوية حليما وكان يزيد صبورا وكان عبد الملك سائسا وكان الوليد جبارا وأنا الملك الشاب فما دار عليه الشهر حتى مات وقال سعيد بن عبد العزيز إن سليمان ولى وهو إلى الشباب والترف ما هو فقال لعمر بن عبد العزيز يا أبا حفص إنا قد ولينا ما ترى ولم يكن لنا بتدبيره علم فما رأيت من مصلحة العامة فمر به يكتب فكان من ذلك عزل عمال الحجاج وإخراج من في سجون العراق وكان يسمع من عمر بن عبد العزيز جميع ما يأمره به وقدم عليه موسى بن نصير من ناحية المغرب ومسلمة بن عبد الملك فبينا هو على ذلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبت
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»