فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤١٧
وكان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته التي يقول فيها * مات المغيرة بعد طول تعرض * للموت بين أسنة وصفائح * * إن السماحة والمروءة ضمنا * قبرا بمرو على الطريق الواضح * * فإذا مررت بقبره فاعقر به * كوم الهجان وكل طرف سابح * * وانضح جوانب قبره بدمائه * فلقد يكون أخا دم وذبائح * قال محمد بن عباد المهلبي قال لي المأمون أي قصيدة أرق قلت يا أمير المؤمنين أنت أعلم قال قصيدة زياد الأعجم التي قالها في المغيرة بن المهلب ثم قال أتحفظها فقلت نعم فقال خذها على فأنشدنيها حتى أتى على آخرها وترك منها بيتا قلت يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا قال وما هو قلت * هلا أتته وفوقه بزاته * يغشى الأسنة فوق نهد قارح * فقال هاه هاه يتهدد المنية ألا اتته ذلك الوقت هذا أجود بيت فيها ثم استعاده حتى حفظه وكان يلبس قباء ديباج تشبها بالعجم فأنكر ذلك عليه المغيرة بن المهلب ومزق عليه ثيابه فقال زياد * لعمرك ما الديباج مزقت وحده * ولكنما مزقت جلد المهلب * ومن شعره * وكائن ترى من صامت لك معجب * زيادته أو نقصه في التكلم * * لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم تبق إلا صورة اللحم والدم * وكانت وفاته في حدود المائة للهجرة النبوية رحمه الله تعالى
(٤١٧)
مفاتيح البحث: الموت (3)، القبر (1)، اللبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»