فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٢١
ابن أبي العباس التميمي صاحب القيروان وكان أبوه وجده ومحمد أخو جده وجد أبيه كلهم قد ولى إفريقية وكان هذا قد دخل في طاعة المكتفي وأهدى إليه هدايا من جملتها عشرة آلاف درهم في كل درهم عشرة دراهم وألف دينار في كل دينار عشرة دنانير وكتب على الدرهم في أحد وجهيه * يا سائرا نحو الخليفة قل له * ها قد كفاك الله أمرك كله * * بزيادة الله بن عبد الله سيف * الله من دون الخليفة سله * وعلى الجانب الآخر * ما ينبري لك بالشقاق مخالف * إلا استباح حريمه وأذله * * من لا يرى لك طاعة فالله قد * أعماه عن طرق الهدى وأضله * قال الصولي وابن الأغلب هذا من ولد الأغلب بن عمرو المازني وكان من أهل البصرة ولاه الرشيد المغرب بعد أن مات إدريس بن عبد الله بن حسن فما زال بالمغرب إلى أن توفي وخلفه ابنه ثم أولاده إلى أن صار الأمر إلى زيادة الله هذا وذكر أنه أقام بمصر شهورا ثم توفي قال الحافظ ابن عساكر بلغني أنه توفي بالرملة في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثمائة ودفن بالرملة فساخ به قبره فسقف عليه وتركه مكانه وكان له غلام يدعى خطابا فسخط عليه وقيده بقيد ذهب فدخل عليه صاحبه على البريد عبد الله بن الصايغ فلما رأى الغلام مقيدا تأخر وعمل بيتين وكتب بهما إلى زيادة الله وهما * يا أيها الملك الميمون طائره * رفقا فإن يد المعشوق فوق يدك * * كم ذا التجلد والأحشاء راجفة * أعيذ قلبك أن يسطو على كبدك * فأطلق الغلام ورضي عنه وأعطى عبد الله بن الصايغ القيد ولزيادة الله هذا أخبار حسان في الجود ولكنه أكثر من شرب الخمر والمجون والفساد واتخذ ندامى يتصافعون قدامه ويتخذون مثانات الغنم منفوخة تحت البسط فإذا دخل عليه الرجل الجليل وجلس قدامه انشقت ويظهر لها صوت فيخجل الرجل ويضحك أصحابه ففسدت حاله واختل ملكه ومال الناس إلى السعي عليه وآل أمره إلى أن أجلى عن مدينة رقادة
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»