استوزر صالح بن شيرزاد فلما قتل وصيف وبغا باغرا التركي الذي قتل المتوكل تعصب الموالي وتنكروا له فخاف وانحدر من سامرا إلى بغداد فأخرجوا المعتز بالله من الحبس وبايعوه وخلعوا المستعين ثم إن المعتز جهز أخاه أحمد لحرب المستعين واستعد المستعين للحصار وتجرد أهل بغداد الجوع فانحل أمر المستعين فانتقل إلى الرصافة وانحل أمره وخلع نفسه وانحدر إلى واسط تحت الحوطة وأقام بها محبوسا ثم أنه رد إلى سامرا فقتل بقادسيتها في ثالث شوال سنة اثنتين وخمسين ومائتين وله أحد وثلاثون سنة وكان مربوع القامة أحمر الوجه خفيف العارضين حسن الوجه والجسم بوجهه أثر جدري وكان يلثغ بالسين فيجعلها ثاء وكان مسرفا مبذرا للخزائن ويقال إنه قيل له اختر أي بلد تكون فيه فاختار واسط فلما أحدروه لها قال له في السفينة بعض أصحابه لأي شيء اخترتها وهي شديدة الحر فقال ما هي بأحر من فقد الخلافة وأورد له المرزياني في معجم الشعراء لما خلع * أستعين الله في أمري * على كل العباد * * وبه أدفع عني * كيد باغ ومعادي * وأورد له صاحب المرآة (أحببت ظبيا ثمين * كأنه غثن تبين * * بالله يا عالمين * ما في الثما مثلمين * * من لامني في هواه * لوثته بالعجين * قلت يريد * أحببت بيا سمين * كأنه غصن تبين * * بالله يا عالمين * ما في السما مسلمين * قلت ولا في الأرض لأنهم اتخذوك خليفة
(١٧٨)