وقيل إنه كان يأمر المغنين بهذا الشعر وأشباهه فيتضاحكون ويتغامزون عليه وصنع يوما هذين البيتين * شربت كأسا أذهبت * عن ناظري الخمرا * * فنشطتني ولقد * كنت حزينا خاسرا * ثم قال أجيزوهما فقال أحدهمهذا خرا هذا خرا * هذا خرا هذا خرا * وكان للطف أخلاقه يحتمل ذلك منهم وقال لهم يوما وأومأ بيده إلى الباب أي شيء تصحيف باب فقالوا لا ندري فقال لم لا تقولون باب فيقولون باسم الله عليك ويقول أي شيء تصحيف مخدة ويضع يده عليها فيقولون لا نعلم فيقول لم لا تقولون مخدة فيقولون باسم الله عليك وكان السبب في توليته الخلافة أن الأتراك لما قتلوا المستنصر خافوا من تولية الخلافة لأحد أولاد المتوكل فيأخذ بثأر أبيه وأخيه فولوا المستعين وكان خاملا يرتزق بالنسخ ولما جاءه الأمر بغتة من غير تطلع إليه قال * جاء لطف الله بالأمر * والذي لا أرتجيه * * فعلي اليوم أن أقضي * حق الله فيه * وأعداؤه رووا أنه قال حق الشرب فيه رحمه الله تعالى وإيانا بمنه وكرمه 54 - ابن الحلاوي الشاعر أحمد بن محمد بن أبي الوفا بن الخطاب بن الهزير الأديب الكبير شرف الدين أبو الطيب بن الحلاوي الربعي الشاعر الموصلي ولد سنة ثلاث وستمائة وقال الشاعر الفائق ومدح الخلفاء والملوك وكان في خدمة بدر
(١٧٩)