عمه أسد الدين شيركوه إلى مصر في المرة الثالثة قال العرقلة (من السريع) * أقول والأتراك قد أزمعت * مصر إلى حرب الأعاريب * * رب كما ملكتها يوسف * الصديق من أولاد يعقوب * * ملكها في عصرنا يوسف * الصادق من أولاد أيوب * فكان ذلك فألا جرى على لسانه ولما خلع العاضد وجرى له أرسل صلاح الدين إلى نور الدين يعرفه ذلك فسير نور الدين إلى أمير المؤمنين المتستضيء يعرفه بذلك فحل عنده محلا عظيما وسير إلى نور الدين الخلع الكاملة له ولصلاح الدين أيضا إلا أنها أقل من خلع نور الدين وسيرت الأعلام السود لتنصب على المنابر ثم إن الوحشة حصلت بين نور الدين وصلاح الدين لأنه طلب منه المسير إليه إلى الكرك بالعساكر المصرية لحصار الفرنج فاعتذر باختلال البلاد وأنه متى سار بالعساكر خاف لبعده عنها فلم يقبل نور الدين عذره وعزم على الدخول إلى مصر وإخراج صلاح الدين عنها فبلغ الخبر صلاح الدين فجمع أهله وفيهم والده نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي ومعهما سائر الأمراء وأعلمهم بما عزم عليه نور الدين واستشارهم فلم يجبه أحد منهم وقام تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين وقال إذا جاء قاتلناه وصددناه عن البلاد ووافقه غيره من أهله فشتمهم نجم الدين أيوب وأنكر ذلك واستعظمه وكان ذا رأي ومكر وعقل وقال لتقي الدين أقعد وسبه وقال لصلاح الدين أنا أبوك وهذا شهاب الدين خالك أتظن أن في هؤلاء من يحبك ويريد لك الخير مثلنا فقال لا فقال والله لو رأيت أنا وخالك هذا نور الدين لم يمكنا إلا أن نترجل له ونقبل الأرض بين يديه ولو أمرنا أن نضرب عنقك بالسيف لفعلنا فإذا كنا نحن هكذا فكيف يكون غيرنا ولك من تراه من الأمراء والعساكر لو رأى نور الدين وحده لم يتجاسر على الثبات على سرجه ولا وسعه إلا النزول وتقبيل الأرض بين يديه وهذه البلاد له وقد أقامك فيها وإذا أراد عزلك فأي حاجة له في المجيء يأمر بكتاب مع نجاب حتى تقصد خدمته ويولي بلاده من يريد وقال للجماعة كلهم قوموا عنا فنحن مماليك نور الدين وعبيده يفعل ما يشاء بنا فترفوا على هذا وكتب بعضهم بالخبر إلى نور الدين ولما خلا أيوب بابنه صلاح الدين قال له أنت جاهل تجمع هذا الجمع الكبير وتطلعهم على سرك وإذا سمع نور الدين أنك تمنعه بلاده جعلك أهم أموره وأولاها بالقصد ولو قصدك لم تر معك أحدا من هذه العساكر وكانوا أسلموك إليه وأما الآن فسيكتبون إليه بهذا الذي جرى وتكتب أنت إليه وتقول له أي حاجة إلى قصدي يجيء نجاب يأخذني بحبل يضعه في عنقي فهو إذا
(٥١)