الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٦
في مصر فقاسى شرف الدين منه شدائد وأنكادا كثيرة وتوجها إلى الحجاز في ركاب السلطان وهما في ذلك النكد والشر فلما حضرا من الحجاز أقام القاضي شرف الدين قليلا وهو يعمل عليه إلى أن عزل وأخرج إلى دمشق وبقي الأمير صلاح الدين المذكور في الدوادارية وقد استطال على الناس أجمعين خصوصا الكتاب فحسنوا للسلطان أن يخرج كاشفا الثغور الحلبية فتعلل وانقطع في بيته مدة شهرين ولما قام ودخل إلى السلطان عزله في ثاني شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة ورسم أن يتوجه إلى صفد أميرا فتوجه إليها وأقام بها قليلا ونقل إلى طرابلس ثم نقل إلى حلب وجعل والي البر فيما أظن ثم إنه حج بعدما نقل إلى طرابلس وورد الخبر إلى دمشق بوفاته بطرابلس في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وسبع مائة وكان يكتب خطا حسنا وله مشاركة في تواريخ وتراجم الناس وكان فيه شح مفرط إلا أنه وقف داره بحلب مدرسة على فقهاء الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة ووقف كتاب أيام بالمدينة النبوية وكان يدعي النظم وأنشدت له (من البسيط) * ما اللعب بالنار في الميلاد من سفه * لكنما هو للإسلام مقصود * * يراد كتب النصارى أن ربهم * عيسى ابن مريم مخلوق ومولود * أنشدنيها صلاح الدين خليل بن رمتاس بصفد وقال أنشدنيها وقال إنهما له واقتنى كتبا كثيرة ابن إسماعيل 57 - ابن اللمغاني الحنفي يوسف بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن أبو يعقوب اللمغاني الفقيه الحنفي البغدادي من أهل باب الطاق من بيت مشهور بالفقه والعدالة تقدم ذكر أبيه في مكانه وتفقه على أبيه وعمه محمد حتى برع في المذهب والخلاف وقرى كثيرا من مذهب الاعتزال وناظر المتكلمين في إثبات خلق القرآن وقرأ عليه جماعة من الفضلاء وتخرجوا به وولي التدريس بجامع السلطان بعد وفاة الأمير السيد أبي الحسن علي العلوي وناب في التدريس بمشهد الإمام أبي حنيفة وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأي وكان غزير الفضل حسن المناظرة ذا أخلاق لطيفة وكيس وتواضع سمع شيئا من الحديث في صباه من أبي عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي إمام مشهد أبي حنيفة وأبي المعالي المبارك بن المبارك البزار وغيرهما قال ابن النجار كتبنا
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»