الخلق وعقد مجلس الوعظ بالنظامية وصادف بها قبولا عظيما قال ابن السمعاني سمعت أبا الفضل صافي بن عبد الله الصوفي الشيخ الصالح ببغداد يقول حضرت مجلس شيخنا يوسف الهمداني في النظامية وكان قد اجتمع العالم فقام فقه يعرف بابن السقاء وآذاه وسأله عن مسألة فقال له الإمام يوسف اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر ولعلك تموت على غير دين الإسلام قال أبو الفضل فاتفق أن بعد هذا القول بمدة قدم رسول نصراني من ملك الروم إلى الخليفة فمضى إليه ابن السقاء وسأله أن يستصحبه وقال له يقع لي أن أترك دين الإسلام وأدخل في دينك فقبله النصراني وخرج معه إلى القسطنطينية والتحق بملك الروم ومات على النصرانية قال ابن النجار سمعت أبا الكرم عبد السلام بن أحمد المقرئ يقول كان ابن السقا قارئا للقرآن مجودا في تلاوته حدثني بعض من رآه بالقسطنطينية ملقى على دكة مريضا وبيده خلق مروحة يدفع بها الذباب عن وجهه قال فسألته قل القرآن باق على حفظك فقال ما أذكر إلا آية واحدة * (ربما يود الذين كفورا لو كانوا مسلمين) * الحجر 15 / 2 والباقي أنسيته نعوذ بالله من سوء قضائه ونزول نعمة الإسلام ولما مات الشيخ رحمه الله سنة خمس وثلاثين وخمس مائة دفن بمرو وكان قد مات ببعض قرى هراة ومولده تقريبا سنة إحدى وأربعين وأربع مائة 61 - الناصر صلاح الدين الكبير يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب السلطان العادل المؤيد المجاهد المرابط المثاغر السلطان الملك الناصر أبو المظفر ابن الملك الأفضل نجم الدين الدويني دوين بطرف بلاد آذربيجان اختلف في نسبه فقوم يقولون أموي الأصل وقال الصاحب كمال الدين بن العديم في كتاب الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار ينتسب من العرب إلى مالك بن طوق صاحب الرحبة وقال قوم هو من الأكراد وهو الصحيح لم يأت في ملوك الإسلام بعد نور الدين الشهيد مثله فتح القدس الشريف وطهر السواحل من الإفرنج وكان شافعي المذهب أشعري العقيدة يلقن عقيدة الأشعري لأولاده ويلزمهم بالدرس عليها وسمع الحديث وأسمعه أولاده سمع من السلفي الحافظ والإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن المسلم ابن بنت أبي
(٤٨)