الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢١٢
أنكر توالي الإنعام بعد الإنعام وتتابع الإكرام بعد الإكرام وما علم أن آثار السيف طاحت وبقي أثر الأقلام وكم للخادم من موقف مشكور يعجز عنه السيوف المشهور والعلم المنشور والمولى العادل يمني نفسه فأدام الله أيام المولى ما دامت السماوات والأرض والخادم إن تقدم المولى فهو أكبر مراده وإن كانت شقوة تطيل له البقاء فما يخرج الملك عن السادة الملوك من أولاده) قلت من هذا الكلام يعرف أين كان الفاضل في الرتبة عند صلاح الدين وما أفاد هذا الكلام ومات السلطان واستولى العادل على البلاد وسل أولاد أخيه صلاح الدين واحدا بعد واحد وما نفعهم القاضي الفاضل ومن إدلال الفاضل على السلطان ما رأيته في مكاتبة عنه إلى السلطان وهو أن العزيز عثمان ولده كان معه في تلك السفرة فذكره الفاضل وقال الكامل * مملوك مولانا ومملوك ابنه * وأخيه وابن أخيه والجيران * * طي الكتاب إليه منه إجابة * لسلام مولانا ابنه عثمان * * والله قد ذكر السلام وأنه * يجزي بأحسن منه في القرآن * * وغريبة قد جئت فيها أولا * ومن اقتفاها كان بعدي الثاني * * فرسولي السطلان في إبلاغها * والناس رسلهم إلى السلطان * وترسله فلعله يبلغ المائة مجلد ونظمه فقد قال في جملة رسالة إني من مدرجة ستين وما قاربها وهي المدة من تاريخها قدح هجرة وكري وعلو سعر شعري قد نظمت ما بين خمسين ألف بيت من الشعر بشهادة عيانها وحضور ديوانها ومثل هذا العدد لا يعرف لقديم ولا محدث في مثل هذه المدة مثل قولي في صفة باذهنج شديد الحرور ما يناهز ألف بيت ومثل قولي في رجل طويل الآذان كأنهما في رأسه خفان أو قد عجل له منهما نعلان ما يقارب ألفي بيت ومثل قولي في رثاء الوطن الذي درجت من وكره وخرجت فلم أخرج عن ذكره ما يناهز عشرة آلاف بيت ومثل قولي في مدائح منصوصة وأهاجي مخصوصة ومثل قواف لم اسبق إلى ركوبها ولم يدر الزمان على مسامع أهله مثل كوبها فأما نثره فمنه ما كتبه إلى موفق الدين خالد بن القيسراني وقد وقف له على رسالة كتبها بالذهب وقف الخادم على ما دبجته أنامل الحضرة التي إذا صاب سحابها روض لساعته وإذا عدمت حقيقة السحر فهي التي نفثها بيانه في روع يراعته فانتقل من الاستحسان
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»