وقال اللهم إنك تعلم أن هذا الخان ليس شيء أحب لي منه أو قال أعز علي منه اللهم فاشهد أنني وقفته على فكاك الأسرى وسار إلى مكة وهو إلى يومنا وقف وأظنه صناعة التمر التي بمصر على البحر قال القاضي محيي الدين ورأيت في المنام كأن قائلا يقول لي قل للقاضي تاج الدين يعني ابن بنت الأعز قاضي القضاة إن شئت أن تدعو وأن يستجاب لك فاقعد بين قبر القاضي الفاضل وبين قبر الشيخ الشاطبي وادع فإن دعاك يستجاب أو ما هذا معناه فعرفته ذلك قال كنت أفعل ذلك وتركته مدة وسر بذلك وقال الصاحب كمال الدين بن العديم إنه سمع عبد الرحيم بن شيث بالبيت المقدس وكان يكتب بين يدي الفاضل قال كان الناس يشكون من الفاضل قلة اهتمامه بهم وأنه لا يوفيهم رد السلام إذا لقوه في طريق قال ولم يكن ذلك كبرا منه وإنما من يرى أنه لا يضيع وقتا من أوقاته إما في مصلحة أو في عبادة فإذا ركب الدابة) تنفل عليها فيمضي ويمر به الإنسان فيسلم عليه فلا يقطع صلاته فهذا كان سبب إهماله الاحتفال بالناس في رد السلام قلت لا تفي له صلاة النافلة بما يحصل له من كسر قلوب من هو دونه أو أنه يؤثم من هو مثله أو قريب منه لأنه يغتابه أو أنه يسبه أو غير ذلك وقال الشيخ موفق الدين عبد اللطيف البغداذي والقاضي الفاضل هو الذي زاد في الكلاسة مثلها ولما حفرت وجد تحت الأرض أعمدة قائمة على عتب وفوقها مثلها وأثر العمارة متصل تحت الأرض ليس له نهاية وكأنه كان معبدا ووجدت فيه قبلة بحي الشمال قال محيي الدين ومدرسته بالقاهرة بدرب ملوخيا هي أول مدرسة بنيت بالقاهرة ووقفها على الفقهاء الشافعية والمالكية وجعل فيها قاعة لإقراء القرآن كان الشاطبي متصدرا بها وغيره وخرج منها جماعة من العلماء وكان الفقيه ابن سلامة مدرسا بها وجعل قاعة للكتب وقف بها الكتب العظيمة الجليلة من التفاسير والشروح وأصناف العلوم ومن مباره الأرضي التي ابتاعها بالجمل الكثيرة من المال بأراضي اللوق على عين الأزرق بالمدينة الشريفة وهي قريب بستان البورجي وهي الآن بستان لبني قريش وبعضها دخل في الميدان الظاهري وعوض عنها أراضي بأكثر من قيمتها ومن مباره الميضأة التي قريب مشهد الحسين بالقاهرة والمسجد والساقية ووقف عليها أراض قريب الخندق انتهى ما نقلته من خط محيي الدين بن عبد الظاهر
(٢٠٨)