الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٩
وقال ابن مماتي كنت في مجلس الفاضل فحدثه بعض حاضري مجلسه أن الغزالي لما ورد بغداذ سئل عن أبي المعالي الجويني فقال تركته بنيسابور وقد أسمه الشفاء وقد كان شرع في مطالعة كتاب الشفاء لابن سينا قال فجعل القاضي يتعجب من حسن قوله أسقمه الشفاء ويتمايل له ويقول والله إن هذا كلام حسن بديع وكان عنده ابن ولد الوزير ابن هبيرة فقال كلام جدي في هذا المعنى أحسن وأبلغ قال له وما هو قال قوله الشفاء ترك الشفاء والنجاة ترك النجاة فقال الفاضل لا ولا كرامة بين الكلامين بون لا يطلع عليه إلا أرباب الصنائع وكتب إليه تاج الدين بن جراح الخفيف * أنا أهذي وأنت تقرا وترمي * والليالي تمر والله حسبي * فكتب فوق قوله أنا أهذي أنت اعترفت بالهذيان وكتب في قوله وأنت تقرأ وترمي الهذيان مرمى وفوق قوله والليالي تمر نعم تمر علي وعليك وكتب فوق قوله والله حسبي) وحسبي أيضا ودخل أبو الخير سلامة الضرير عليه وكان له عليه حق يوجب الدالة يستقضيه في مهم كان سأله استنجازه من السلطان فمطله فتضجر أبو الخير وأنشده قول ابن الرومي البسيط * لا يسر الله خيرا أنت جالبه * ولا أعان على مقدوره القدر * * فأنت عندي كزب الكلب مدخله * سهل ومخرجه مستصعب وعر * فقال الفاضل يا أبا الخير وقع الفساد في موضع الحيا وعرض عليه يوما ورقة باسم مؤذنين يستخدمان اسم أحدهما مرتضى والآخر زيادة فكتب على رأس الورقة أما مرتضى فزيادة وأما زيادة فمرتضى فصرف مرتضى واستخدم زيادة وحضر مرة من العجم واعظ وكان جميلا مبدعا في الحسن فاجتمع له الناس فوعظ فظهر منه خلاف ما يؤدي إلى الخشوع فقال الفاضل يا لها من عظة منعظة وعمل الجماعة في هذا المعنى فقال الأسعد بن مماتي السريع * وجاهل بعد من ضيفه * لما أتى من سفه منسفه * * فقبل الأرض فجف الثرى * فيا لها من شفة منشفه * وقال ابن الحجاج حضرت يوما عند الفاضل فحضر من ثقل عليه فاعتذر الفاضل فأقبل وقال الموت غدا فأنشد الفاضل الرجز المجزوء
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»