الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢١٧
منها كأنه تحيفه القط قط ومنه وما أحسب الأقلام جعلت ساجدة إلا لأن طرسه محراب ولا أنها سميت خرسا إلا قبل أن ينفث سيدنا في روعها رايع هذا الصواب ولا أنها اضطجعت في دويها إلا ليبعثها أما ينفح فيها روحه في مرقدها ولا سوددت رؤوسها إلا لأنها أعلام عباسية تداولتها الحضرة بيدها لا جرم أنها تحمي الحمى وتسفك دما وتتشح بها يده عنانا ويرسلها فيعلم الفرسان أن في الكتاب فرسانا ويقوم الخطباء بما كتبت فتعلم الألسنة أن في الأيدي كما في الأفواه لسانا ولقد عجبت من هذه الأقلام تجز ألسنتها قطعا فتنطق فصيحة وتجدع أنوفها فتخرج صحيحه وتجلى مليحة وما هي إلا آية في يد سيدنا البيضاء موسوية وما مادتها في الفصاحة إلا علوية ولولا الخلق لقال علوية ومنه ولو ادعى سحر البيان أنه يقضي أيسر حقوقه ويثمر ما يجب من شكر فورعه وعروقه لكنت أفضح باطل سحره وأذيقه وبال أمره وأصلب الخواطر السحارة على جذوع الأقلام وأعقد ألسنتها كما تعقد الحسرة الألسنة عن الكلام) ومنه كتاب كريمي من حيث النسبة إليه كلمي من حيث نسبته إلى اليد البيضاء من يديه مسيحي من حيث أنه أحيا ميت الأنس محمدي منم حيث كاد يكون بما نفثه في روعي روح القدس فلا عدمت مخاطبته التي تخلع على الأيام يوم العيد وعلى الليالي ليلة العرس فأبقاه الله للسان العربي فلولاه كان مزويا لا مرويا ومدحورا لا مذخورا ولولاه لحالت أحرفه عن حالها وأبت الفصاحة أن تكون قوائم الأحرف من آلاتها وكانت تقعد ألفه القائمة وتموت باؤه النائمة ويزيد حتى ظهر داله حتى يلحق بالرغام خدها ويغض وحتى تدرد أسنان سينه فلا يبقى لها ناجذ عليه تعض ومنه وقف عليه والشكر عن المنعم به غير واقف بل وقف واستمطر منه صوب الغمام فما انقطع ولا كف وكف وأرى بنيان تبيان لو رأته المجارون لأبي بنيانهم من القواعد فجر عليهم السقف فلله هو من بليغ أن قال فالقول عنده أكثر يوم البين من ماء الطرف وإن رام القول غيره فهو أقل عنده يوم الحنين من ماء الطف ومنه من جواب الشيخ تاج الدين الكندي وظننته وحقق الله في الظن قد ارتقى الأسباب وأخذ اللفظ من القطر والقرطاس من السحاب وآمنت بصحة رقيه وتبينت التقاطه للنجوم حين أوردها في بارع اللفظ ونقيه قلت للجماعة كلام التاج تاج الكلام والملك في كندة وكانت أقلامها سيوفا وسيوفها الآن أقلام ومنه فوقفت منه على طرف الطرف وتحفة الطرف وكدت أعبده منه على حرف وكل جرف ذلك الحرف ولولا إشفاقي أن يفطن الدهر لمكانه من قلبي وخوفي أن أعرفه
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»