* قال لي الموت غدا * فقلت هذي حجتي * وكان كثيرا ما ينشد الرجز المجزوء * عمارة الجسم نفس * وهدمه إذا احتبس * وركب الفاضل يوما فركبه القاضي المكين ابن حيوس ولم يكن معه مقرعة فأعطاه الفاضل مقرعة فرماها ثم رد في طلبها عجلا فما وجدها فعاد بسكتة وسكينة لخيبته فأنشده الفاضل الكامل المجزوء يا عاديا شبه السفيه وعائدا مثل الحليم ضيعت مقرعة وعدت شبيهها من غير ميم وتوجه رسولا إلى صاحب الموصل فأحضرت فواكه فقال بعض الكبار خياركم أحدب فقال الفاضل خسنا خير من خياركم) ولما عمل العماد الكاتب كتاب الخريدة بعثها إليه في ثمانية أجزاء فلما أحضرت لدى الفاضل قال وأين الآخران لأنه قال كتاب خريدة وما أرى إلا ثمانية يعني خرى عشرة لأن ده بالعجمي عشرة وقال ضياء الدين ابن الحجاج دخلت على الفاضل أنا وأخي فقال الأسعد بن مماتي إن فلانا أفضل من فلان فقال الفاضل هما كحد السيف قال وذكرت قول الفاضل هذا بعد مدة للموفق الديباجي فنظمه وقال الهزج هما كالسيف لا يدرك فرق بين حديه وقال ضياء الدين أيضا حضرت وأنا صغير مجلس الفاضل فحضر عنده أحد أولاد الوزير عون الدين ابن هبيرة وكان ينسب إلى الثقل في أشغاله فسأله عدة سؤالات فقضاها وكثر في أشياء لا يمكن الفاضل فعلها والفاضل يحلم عنه ويجيبه أجوبة حسنة فلما قام قال ما هو إلا أن يجيء فيا خيل الله اركبي ويا يد البطالة اكتبي ويقال إنه تخرج وتدرب على الموفق ابن الخلال في أيام الخلفاء المصريين وكان الموفق يكتب إليه في أيام السلطان صلاح الدين ولم يغير مكاتبته أيام المصريين فيقول خادمه وكان الفاضل يتعجب من ذلك ويقول إلى متى يخبئ الألف واللام يعني يكتب الخادم وكان الفاضل يعمل للسجعة ويقول لكتابه اعملوا قرينتها فما ارتضاه أجاره وما لا يرتضيه أفادهم إياه فقال لهم جاءت خيل الله تعسل ما قرينتها فقالوا أشياء لم يرضها فقال وهي من كل حدب تنسل وقال لهم يوما كتبها والمغرب قد تنحنح مؤذنه وطلب إجازتها فلم يأتوا بما أرضاه فقال وجفن عين الشمس قد غمضه وسنه
(٢١٠)