* قد أحدث القوم دينا * وجدد القوم نسبه * * وكان أمرا ضعيفا * فضببوه بضبه * ما أحسن ما أتى بضبه هنا الوزير فخر الملك محمد بن علي بن خلف الوزير فخر الملك أبو غالب ابن الصيرفي الذي صنف الفخري في الجبر والمقابلة من أجله والكافي في الحساب كان ممدحا جوادا قتله السلطان الدولة ابن مخدومه بالأهواز سنة سبع وأربع مائة كان وزير بهاء الدولة ابن بويه ثم وزر لولده سلطان الدولة وكان أعظم وزراء آل بويه على الإطلاق بعد ابن العميد وابن عباد أصله من واسط وأبوه صيرفي وكان واسع النعمة فسيح مجال الهمة جم الفضائل والإفضال جزيل العطايا والنوال مدحه الشعراء وقصدوه منهم أبو نصر ابن نباتة السعدي يقول فيه من قصيدة نونية * لكل فتى قرين حين يسمو * وفخر الملك ليس له قرين * * أنخ بجنابه واحكم عليه * بما أملته وأنا الضمين * فامتدحه بعض الشعراء بعد هذا فلم يرض إجازته فجاء إلى ابن نباتة فقال أنت أغريتني بعه وغررتني فأعطاه من عنده شيئا رضي به فبلغ ذلك الوزير فسير إلى ابن نباتة جملة مستكثرة ومثل هذا قول أبي الطيب * وثقنا بأن تعطي فلو لم تجد لنا * لخلناك قد أعطيت من قوة الوهم *) ومن هذه المادة ما كتب به بعض الشعراء إلى ممدوح له * لم أعاجلك بالرقاع إلى أن * عاجلتني رقاع أهل الديون * علموا أنني بمدحيك أمسيت مليا فأصبحوا يرفعوني حذف النون الواحدة وهي التي للرفعة علامة ربما جاز ذلك في الضرورة ولم يزل فخر الملك في عزه إلى أن نقم عليه مخدومه سلطان الدولة فحبسه ثم قتله ودفن عند جبل الأهواز ولم يحكم دفنه فتبشته الكلاب وأكلته فشفع فيه بعض أصحابه فنقلت عظامه إلى مشهد هناك ودفنت سنة ثمان وأربع مائة ومن شعرائه مهيار الديلمي وقد استوفى أخباره هلال ابن الصابئ في تاريخه محمد بن علي بن أبي حمزة العقيلي الكوفي مولى الأنصار كان هو والدوابي وبكر بن خارجة يتراسلون الأشعار وهو القائل * قامت تشجعني عرسي وقد علمت * أن الشجاعة مقرون بها العطب * * يا هند لا والذي حج الحجيج له * ما يشتهي الموت عندي من له أدب *
(٨٨)