تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٣
فيكلمني هذا، فأرد عليه، ويكلمني هذا، فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به.
فيقول ابن دؤآد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله فقلت له: تأولت تأويلا، فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه وما يقيد عليه.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجوا علي بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالتهم، وجعلوا يدعون، يقول الخصم: وكذا وكذا. فآحتججت عليهم بالقرآن بقوله: يا أبت تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فذم إبراهيم أباه أن عبد ما لا يسمع ولا يبصر، أفهذا منكر عندكم.
فقالوا: شبه يا أمير المؤمنين، شبه يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثني بعض أصحابنا أن ابن أبي دؤآد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب إلي من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويعد من ذلك ما شاء الله أن يعد.
فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأن عقبه.
ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلما طال المجلس
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»