تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٢
فقال بعضهم: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث أفيكون محدث إلا مخلوقا) فقلت: قال الله: ص والقرآن ذي الذكر فالذكر هو القرآن. وتلك ليس فيها ألف ولام.
وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين أن الله عز وجل خلق الذكر.
فقلت: هذا خطأ، حدثنا غير واحد: إن الله كتب الذكر.
واحتجوا بحديث ابن مسعود: ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي.
فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن.
فقال بعضهم: حديث خباب: يا هنتاه، تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
قلت: هكذا هو.
قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دؤاد ينظر إلى أبي كالمغضب، قال أبي: وكان يتكلم هذا، فأرد عليه، ويتكلم هذا، فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع.
فيقول: كلموه، ناظروه.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»