تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٦
شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكل بي: ارتد لي خيطا. فجاءني بخيط، فشددت به الأقياد، ورددت التكة إلى سراويلي مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرى.
فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجه إلي، فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط، وغير ذلك. ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء. فلما انتهيت إليه قال: اقعد. ثم قال: ناظروه، كلموه.
فجعلوا يناظرونني، ويتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يوميء إلي بيده، فلما طال المجلس نحاني، ثم خلا بهم. ثم نحاهم وردني إلى عنده فقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوا مما كنت يرد، فقال لي: عليك، وذكر اللعن.
وقال: خذوه واسحبوه واخلعوه.
قال: فسحبت ثم خلعت.
قال: وقد كان صار إلي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في كم قميصي، فوجه إلي إسحاق بن إبراهيم: ما هذا المصرور في كم قميصك قلت: شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه علي، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه.
فنزع القميص عني.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»