تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٧
قال: وظننت أنه إنما دريء عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه.
قال: وجلس المعتصم على كرسي ثم قال: العقابين والسياط.
فجيء بالعقابين، فمدت يداي، فقال بعض من حضر خلفي: خذ أي الخشبتين بيديك وشد عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي.) وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ذكروا أن المعتصم لان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثبوته وتصميمه وصلابته في أمره، حتى أغراه ابن أبي دؤآد وقال له: إن تركته قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله.
فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها.
ثم قال للجلادين: تقدموا.
فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك.
ثم يتنحى، فيقدم الآخر فيضربني سوطين وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك.
فلما ضربت تسع عشر سوطا قام إلي، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك إني والله عليك لشفيق.
قال: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم.
وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم.
وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»