تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٣٧
* وكاتم علم الدين عمن يريده * يبوء بأوزار وآثم إذا كتم * وقال الحافظ ابن مندة: حدث عن الربيع قال: رأيت أشهب بن عبد العزيز ساجدا، وهو يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي ولا تذهب علم مالك.
فبلغ الشافعي ذلك، فتبسم وأنشأ يقول:
* تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد * * فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد * * وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * لئن مت ما الداعي علي بمخلد * وقال المبرد: دخل رجل على الشافعي فقال: إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء، فأنشد الشافعي) يقول:
* فلولا الشعر بالعلماء يزري * لكنت اليوم أشعر من لبيد * * وأشجع في الوغى من كل ليث * وآل مهلب وأبي يزيد * * ولولا خشية الرحمن ربي * حسبت الناس كلهم عبيدي * قال الحاكم: أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ، أنا أبو عمارة حمزة بن علي الجوهري، ثنا الربيع بن سليمان قال: حججنا مع الشافعي، فما ارتقى شرفا، ولا هبط واديا، إلا وهو يبكي وينشد:
* يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض * * سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض *
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»