تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٤٠
وعنك، وخذ في أنساب النساء. فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام.
وقال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس يقول: هذه صناعته.
وقال أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي: ثنا أبي قال: أقام الشافعي علي العربية وأيام الناس عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه.
وقال أبو حاتم: ثنا يونس بن عبد الأعلى: قال: ما شاهدت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي... فدخلت عليه فقال: اقرأ علي ما بعد العشرين والمائة من آل عمران، فقرأت ولما قمت قال: لا تغفل عني فإني مكروب.
قال يونس: عنى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو نحوه.
وقال ابن خزيمة، وغيره: ثنا المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه،) فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولأخواني مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا. ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نار فأعزيها. ثم بكى وأنشأ يقول:
* ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي دون عفوك سلما * * تعاظمت ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما * * فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما * * فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرم جهنما *
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»