تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٢٢
وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.
وقال محمد بن بشر العكري، وغيره: ثنا الربيع قال: كان الشافعي قد جزء الليل ثلاثة أجزاء: ثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام.
قلت: هذه حكاية صحيحة، تدل على أن ليله كله كان عبادة. فإن كتابة العلم عبادة، والنوم لحق الجسد عبادة. قال عليه السلام: إن لجسدك عليك حقا.
وقال معاذ: فأحتسب نومتي كما احتسب قومتي.
وقال أبو عوانة: ثنا الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها. رواها ابن أبي حاتم فزاد بها: لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف عن العبادة.
وعن الربيع: قال لي الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»