تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٩
ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو. فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت: إنه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك، فما الذي عندك فغضب ثم قال: أتدري أين أنت قلت: نعم.
قال: هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون. أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك فقلت: لا.
فقال: هل تكلم فيه الصحابة قلت: لا.
قال: تدري كم نجوم السماء قلت: لا.
قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق قلت: لا.
قال: فشئ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في خالقه.
ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة، أوجه، فلم أجب في شيء منها.
فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله تعالى، وإلى قوله: وإلهكم إله واحد الآية، والآية بعدها. فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك.
قال: فتبت.
مدارها على أبي علي بن حمكان، وهو ضعيف.
وقال ابن أبي حام: في كتابي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو، وحفص الفرد، وكان الشافعي يسميه المنفرد. فسأل حفص عبد الله:
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»